وقال : «.. وأما فرائض زيد ، فلم يبق أحد من الصحابة إلا وقد اعترض عليه فيما فرض».
٤ ـ عن سعيد بن وهب ، قال : قال عبد الله : أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب «عليه السلام» (١).
وهذا هو الحق الذي لا محيص عنه ، فإنه «عليه السلام» باب مدينة العلم ، ولكن قاتل الله السياسة وألاعيبها.
ملاحظة :
بالنسبة لشهادة الإمام الباقر «عليه السلام» بأن زيد بن ثابت قد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية ، لعله لأن زيد بن ثابت كان يفتي برأيه ، حسب اعترافه فيما سيأتي ، ولعل عامة ما كان يفتي به كان خطأ ، على حد قوله نفسه ، وكذلك وجود بعض الرواسب في نفسه وفي فكره وكون دين الله لا يصاب بالعقول ـ لعل كل ذلك ـ هو السبب في أن زيدا قد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
وقد جرت بين زيد وبين أمير المؤمنين «عليه السلام» بعض المساجلات في مجال الفرائض لم يستطع زيد أن يقدم الجواب الكافي في مقابل ما بينه له أمير المؤمنين «عليه السلام» في تلك المسألة ، فإن مكاتبة (٢)
__________________
(١) أنساب الأشراف ج ٢ ص ١٠٥ ، وفي هامشه عن : الفضائل لأحمد بن حنبل حديث رقم ١١ من فضائل علي ، وعن أخبار القضاة ج ١ ص ٨٩ بثلاثة طرق.
(٢) المكاتبة : الأمة التي يشارطها مولاها ويكاتبها على أن تؤدي له مقدارا معينا من المال ، وتنال الحرية عن هذا الطريق.