نزلناها على التجارة إلى الشام في الصيف ، وفي الشتاء إلى أرض الحبشة» (١).
جيش المشركين إلى أحد :
وكانت العير التي كانت وقعة بدر من أجلها ـ وهي ألف بعير كما قالوا ـ قد بقيت سالمة ومحتبسة في دار الندوة. واتفقوا مع أصحابها على أن يعطوهم رؤوس أموالهم ، وهي خمسة وعشرون أو خمسون ألف دينار ـ على اختلاف النقل ـ على أن يصرف الربح في قتال المسلمين. وكان كل دينار يربح دينارا ، وهو مبلغ هائل في وقت كانت للمال فيه قيمة كبيرة ، والقليل منه يكفي للشيء الكثير.
وبعثوا الرسل إلى القبائل يستنصرونهم ، وحركوا من أطاعهم من قبائل كنانة ، وأهل تهامة ، واشترك الشاعر أبو عزة الجمحي في تحريض القبائل على المسلمين ، وكان قد أسر في بدر ، ومنّ عليه النبي «صلى الله عليه وآله» بشرط أن لا يظاهر عليه.
وقد شارك في ذلك بعد أن ألح عليه صفوان بن أمية ، وضمن له إن رجع من أحد أن يغنيه ، وإن أصابه شيء أن يكفل بناته.
وخرجت قريش بحدها وجدها ، وأحابيشها ومن تابعها.
وأخرجوا معهم بالظعن خمس عشرة امرأة ، فيهن هند بنت عتبة ، لئلا يفروا ، وليذكرنهم قتلى بدر. يغنين ويضر بن بالدفوف ، ليكون أجد لهم في القتال.
وخرج معهم الفتيان بالمعازف ، والغلمان بالخمور ، وكان جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل.
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ١ ص ١٩٧ ، وسيرة المصطفى ص ٣٨٥.