إلا أن يقال : إن أبا بكر وعمر لم يعودا إلى الحرب بعد فرارهما أصلا ، فلا بد أن يكون عرض السيف على أبي دجانة وعليهم قد كان في المواجهة الأولى.
نظرة في شعر حسان المتقدم
وأمام تصريحات المؤرخين الكثيرة جدا ، والمقطوع بصحتها وتواترها ، لا يسعنا قبول قول حسان المتقدم ، الذي يقول فيه : إن الأنصار قد ثبتوا ، وينسب الفرار إلى خصوص المهاجرين.
إلا أن يكون مراده : أن المهاجرين أو أكثرهم لم يرجعوا إلى ساحة القتال ، واستمروا فوق الجبل ، والذين ثابوا إلى الحرب هم خصوص الأنصار.
ولعل كرّة العدو عليهم قد ضعضعتهم ، فانهزموا ، ثم لما علموا بحياة الرسول «صلى الله عليه وآله» كروا على عدوهم من دون أن يصعدوا الجبل ، ولعل هذا هو الأقرب والأظهر.
تأويلات سقيمة للفرار :
ويقول البعض هنا ما ملخصه : إن فرقة استمروا في الهزيمة حتى المدينة ، فما رجعوا حتى انقضى القتال.
وفرقة صاروا حيارى حينما سمعوا بقتل النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ فصار همّ الواحد منهم : أن يذب عن نفسه ، ويستمر في القتال إلى أن يقتل.
وفرقة بقيت مع النبي «صلى الله عليه وآله» ، ثم تراجعت إليهم الفرقة الثانية شيئا فشيئا لما عرفوا أنه حي.
وما ورد في الاختلاف في العدد ، فمحمول على تعدد المواطن في