وصول الخبر إلى المدينة :
ويقولون : إن العباس بن عبد المطلب كتب إلى النبي «صلى الله عليه وآله» يخبره بمسير قريش ، وبكيفية أحوالهم ، وبعددهم ، مع رجل غفاري ، على أن يصل إلى المدينة في ثلاثة أيام ، فقدم الغفاري المدينة ، وسلم الكتاب إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، وهو على باب مسجد قباء ، فقرأه له أبي بن كعب ، فأمره «صلى الله عليه وآله» بالكتمان (١).
ووقعت الأراجيف بالمدينة ، وقال اليهود : إن الغفاري ما جاء بخبر يسر محمدا. وفشا الخبر بخروج المشركين قاصدين المدينة بعدتهم وعددهم ، هكذا قالوا.
ولكننا في مقابل ذلك : نجد الواقدي يذكر : أن نفرا من خزاعة فيهم عمرو بن سالم سروا من مكة أربعا ، فوافوا قريشا ، وقد عسكروا بذي طوى ، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله «صلى الله عليه وآله» الخبر ، ثم انصرفوا ، فلقوا قريشا ببطن رابغ على أربع ليال من المدينة.
فقال أبو سفيان : أحلف بالله ، إنهم جاؤوا محمدا فخبروه بمسيرنا ، وعددنا ، وحذروه منا ، فهم الآن يلزمون صياصيهم ، فما أرانا نصيب منهم شيئا في وجهنا.
فقال صفوان بن أمية : إن لم يصحروا لنا عمدنا إلى نخل الأوس والخزرج
__________________
(١) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٣٠ ، والمغازي للواقدي ج ١ ص ٢٠٤ ، وأنساب الاشراف ج ١ ص ٣١٤ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٧٢ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٢٠ ، وسيرة المصطفى ص ٣٩٣ ، وحياة محمد لهيكل ص ٢٥٥.