فقطعناه ، فتركناهم ولا أموال لهم ؛ فلا يختارونها أبدا. وإن أصحروا لنا فعددنا أكثر من عددهم وسلاحنا أكثر من سلاحهم ، ولنا خيل ، ولا خيل معهم ، ونحن نقاتل على وتر لنا عندهم ، ولا وتر لهم عندنا (١).
وقد يقال : لا مانع من أن يكون الخبر قد وصل إلى النبي «صلى الله عليه وآله» من قبل الغفاري ، ومن قبل هؤلاء معا. وقبل أن نمضي في الحديث نشير في ما يلي إلى بعض النقاط ، وهي التالية :
سؤال يحتاج إلى جواب :
ويرد هنا سؤال وهو : كيف قبلت قريش بإقامة العباس في مكة مسلما ـ إذا صح أنه أسلم في بدر ـ وقريش لم تكن لترحم أحباءها وأبناءها إذا علمت بإسلامهم ، ولا سيما بعد تلك النكبة الكبرى التي أصابتها على يد ابن أخيه في بدر ، حيث قتل أبناءها وآباءها وأشرافها؟
إلا أن يقال : إنه كان مسلما سرا ، وقد أمره «صلى الله عليه وآله» بالبقاء في مكة ؛ ليكون عينا له ، ولازم ذلك هو أن يتظاهر بالشرك ، وأنه معهم ، وعلى دينهم.
وقد تقدمت بعض تساؤلات حول وضع العباس في مكة في غزوة بدر ، فلا نعيد.
المشركون وأزمة الثقة :
ويلاحظ هنا : أن أبا سفيان لم يكن يثق بمن هم على دينه ، ولا يستطيع
__________________
(١) مغازي الواقدي ج ١ ص ٢٠٥ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢١٨ و ٢١٩.