السبي ، مع أنهم أخرجوهن لهدف هو عكس ذلك تماما.
ولكن الأمر بالنسبة للمسلمين (الحقيقيين) كان على عكس ذلك تماما كما سنرى.
عنصر السرية لتلافي الأخطار المحتملة :
قد رأينا : أن النبي «صلى الله عليه وآله» يأمر أبيا بكتمان خبر مسير قريش ، ويستفيد من عنصر السرية ، كي لا يفسح المجال أمام الحرب النفسية ، التي لا بد أن يمارسها اليهود والمنافقون ضد المسلمين ؛ وليفوت الفرصة عليهم ، ويحبط مؤامراتهم المحتملة ؛ لأنهم في الحقيقة ـ وهم العدو الواقعي ـ هم العدو الأخطر ، والمطلع على مواطن الضعف والقوة لدى المسلمين. أي أن إعلان الأمر في وقت مبكر لسوف يستدعي إصرارا على معرفة خطة المواجهة مع العدو ، وهذا يسهل على المتآمرين والخونة وضع الخطط اللازمة لإفشال خطة المسلمين في الدفاع عن أنفسهم.
كما أنه يعطي أعداءهم الفرصة لإعلام قريش بالأمر ، وبكل الخصوصيات اللازمة لمواجهة خطة المسلمين وإفشالها ، أو على الأقل تكبيد المسلمين أكبر عدد ممكن من الخسائر. وعنصر السرية هذا قد اعتمده النبي «صلى الله عليه وآله» في أكثر من موقف في معركة أحد هذه وفي غيرها ، كما سنرى.
المشركون في طريق المدينة :
ولما انتهت قريش إلى الأبواء ، ائتمروا في أن ينبشوا قبر أم محمد «صلى الله عليه وآله» ، وقالوا : «فإن النساء عورة ؛ فإن يصب من نسائكم أحدا ، قلتم : هذه رمة أمك. فإن كان برا بأمه ـ كما يزعم ـ فلعمري لنفادينهم برمة