قريش ، وصنديدها ، ومبارزه ؛ فيعرض عن سلبه ؛ فيقال له : كيف تركت سلبه ، وهو أنفس سلب؟!
فيقول : كرهت أن أبز السبي ثيابه.
فكأن حبيبا [يعني أبا تمام الطائي رحمه الله] عناه بقوله :
إن الأسود أسود الغاب همتها |
|
يوم الكريهة في المسلوب لا السلب (١) |
الهزيمة بعد النصر :
ويقولون : لما رأى أصحاب الثغرة المشركين قد انهزموا ، وأن المسلمين يغنمون ، اختلفوا ، فبعضهم ترك الثغرة للغنيمة.
وفي معالم التنزيل : إنهم قالوا : نخشى أن يقول رسول الله «صلى الله عليه وآله» : من أخذ شيئا فهو له ، ولا يقسم الغنائم ـ كما لم يقسمها يوم بدر (٢).
وقال بعضهم : وكانوا فوق العشرة ، أو دونها ـ : لا نخالف أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله». ولما سأل رسول الله «صلى الله عليه وآله» التاركين لمراكزهم عن سبب ذلك ، قالوا : تركنا بقية إخواننا وقوفا ، قال «صلى الله عليه وآله» : بل ظننتم : أنا نغل ؛ فلا نقسم لكم. فأنزل الله تعالى : (وَما كانَ
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢٣٧.
(٢) الظاهر : أن هذه جملة اعتراضية ، زادها الرواة تبرعا ، وإلا فقد تقدم : أنه «صلى الله عليه وآله» قد قسم الغنائم في بدر ، بل لقد ادعوا ـ وإن كان ذلك كذبا ـ : أنه «صلى الله عليه وآله» قد أسهم لمن لم يكن قد حضرها ، فكيف بغيره؟ فراجع.