خمسين رجلا من أتباعه من الأوس كراهية لمحمد ، خرج إلى مكة يحرض على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ويقول لهم : إنهم على الحق ، وما جاء به محمد باطل.
فسارت قريش إلى بدر ، ولم يسر معهم ، وسار معهم إلى أحد.
وكان يزعم لهم : أنه لو قدم على قومه لم يختلف عليه اثنان منهم ، فصدقوه ، وطمعوا في نصره ، ولكن الأمر كان على عكس ذلك كما سنرى.
وكان مع المشركين أيضا : وحشي غلام جبير بن مطعم ، الذي وعده سيده بالحرية ، إن هو قتل محمدا ، أو عليا ، أو حمزة بعمه طعيمة بن عدي ؛ فإنه لا يدري في القوم كفؤا له غيرهم (١).
فقال وحشي له ـ أو لهند ـ : أما محمد ؛ فلن يسلمه أصحابه ، وأما حمزة فلو وجده نائما لما أيقظه من هيبته ، وأما علي فإنه حذر مرس ، كثير الالتفات (٢).
وسيأتي : أنه تمكن من الغدر بحمزة ، أسد الله وأسد رسوله.
سؤال وجوابه :
ويرد هنا سؤال : وهو أنهم إذا كانوا قد أخرجوا معهم النساء لئلا يفروا ، فلماذا فروا حين حميت الحرب ، وتركوا النساء؟!.
والجواب عن ذلك سيأتي حين الكلام عن هذا الموضوع ، إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢١٧ ، والسيرة النبوية لدحلان (مطبوع بهامش الحلبية) ج ٢ ص ٢٠.
(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٢٨٥.