ولعل كثيرا من المهاجرين كانوا مطمئنين إلى قبول قومهم لهم ، كما يظهر مما تقدم.
كما أن بعض المشاركين في الحرب من هؤلاء وأولئك ، لم تكن لديه دوافع عقيدية أيضا ، كما هو الحال بالنسبة لمن يقاتلون من أجل السلب ، والغنائم ، وغير ذلك.
زيارة القبور :
ويذكرون : أن المسلمين كانوا يتبركون بقبر حمزة ، ويستشفون بتربته ، وقد صنعوا السبحة منها (١).
ويذكر الواقدي هنا : أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يزور قبور شهداء أحد في كل حول ، فإذا لقوه رفع صوته يقول : السلام عليكم بما صبرتم ؛ فنعم عقبى الدار. وكان أبو بكر يفعل مثل ذلك ، وكذلك عمر ، ثم عثمان ، ثم معاوية.
ونقول :
كيف يذكر معاوية هنا ، وهو الذي نبش قبور الشهداء من أجل العين التي أجراها؟!.
وكانت فاطمة تأتيهم بين اليومين والثلاثة ؛ فتبكي عندهم ، وتدعو.
وكان «صلى الله عليه وآله» يأمر بزيارتهم ، والتسليم عليهم.
وكذا كان يزورهم سعد بن أبي وقاص ، وأبو سعيد الخدري كان يزور
__________________
(١) راجع : وفاء الوفاء ج ١ ص ٦٩ و ١١٦.