كما أن من المعلوم : أنه «صلى الله عليه وآله» قد كان يوصي سراياه وبعوثه وصايا عديدة ، منها : أن لا يقتلوا امرأة ، ولا ولا الخ.
٤ ـ إن من الواضح مدى التشابه بين ما تذكره هذه القضية عن تبختر أبي دجانة بين الصفين ، وقول النبي «صلى الله عليه وآله» له ، وبين ما كان من تبختر علي «عليه السلام» يوم الخندق ، فاعترض عمر على ذلك ، ونبه النبي «صلى الله عليه وآله» إلى مشيته «عليه السلام».
فأجابه النبي «صلى الله عليه وآله» بهذا الجواب بعينه.
وستأتي مصادر هذه القضية هناك ، وأنها ثابتة بلا ريب.
ويبعد أن تتعدد الواقعة بكل خصوصياتها ، كما أنه بعد قضية أبي دجانة في أحد لا يبقى مورد لاعتراض عمر في الخندق ، إذ نستبعد عدم اطلاعه على ما جرى في أحد ، إن لم يكن هو نفسه الذي اعترض آنئذ كما تعودنا منه في المواقف المختلفة ، حتى ليندر أن تجد في التاريخ اعتراضا على النبي لغيره!! ولا أقل من حضوره وشهوده الأحداث عن قرب ، فإنه ممن طلب السيف ، ورفض طلبه ؛ فإذا كان ما جرى يوم الخندق هو الصحيح ، وإذا كان ثمة تبديل وتغيير في الأسماء والأشخاص فقط ؛ فلا عجب ، فإنما هي شنشنة نعرفها من أخزم.
وعلى كل حال ، فإن مشية علي «عليه السلام» يوم الخندق ، كان الهدف منها هو الافتخار بعظمة وبعزة الإسلام ، وذل أعدائه حتى في حال انتصارهم من جهة ، ثم الحرب النفسية لأعدائه ، والتأثير على معنوياتهم من جهة أخرى.