وهم يلتقون مع الغزاة التقاء كاملا.
وكان ابن أبي هو المشير على الرسول «صلى الله عليه وآله» بالبقاء في المدينة ، ووافقه على ذلك شيوخ المهاجرين. وأدرك النبي «صلى الله عليه وآله» الغاية ، ولكنه بقي يتظاهر بالموافقة على رأي ابن أبي ؛ ليختبر بقية المسلمين ، وإن كان فيمن وافق ابن أبي من لا يشك في حسن نيته ، كما أنه لا شك في أن فيهم المتآمرين.
ولما اختبرهم «صلى الله عليه وآله» ، وعرف نواياهم ، أعلن عن رأيه الذي كان قد انطوى عليه من أول الأمر.
ويرجح ذلك : أنه لما خرج المسلمون إلى أحد رجع ابن أبي في ثلاثمائة وخمسين من أتباعه المنافقين ، وبعض اليهود إلى المدينة بلا سبب.
وفي رواية : أنه هو نفسه «صلى الله عليه وآله» أمرهم بالرجوع ، وقال : لا نحارب المشركين بالمشركين.
وذلك دليل قاطع على سوء نواياهم ، وأنه «صلى الله عليه وآله» كان يتخوف منهم أن ينضموا إلى المشركين حين احتدام الحرب ، وإذا كان في ريب من أمرهم ، وهم خارج المدينة ؛ فكيف يوافقهم على مقابلة الغزاة في داخلها ، ويطمئن إليهم في الدفاع عنها؟!.
وإذا كان ابن سلول صادقا في قوله : إنه سيدافع عن المدينة في الداخل ، فلماذا رجع من الطريق وهو يعلم : أن جيش النبي «صلى الله عليه وآله» بأمس الحاجة إلى المساعدة؟!.
إذا ، فالخروج من المدينة هو الأصوب ، ولو أنه بقي فيها لأصبح خلال