ذلك ، فأخبره أن هذا مما يفعله النجاشي في مثل هذه الحالات ..
ونقول :
تقدم في خيبر : أن جعفرا «رضوان الله تعالى عليه» قد حجل حول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فور قدومه عليه من الحبشة ، فسأله آنئذ ، عن نفس هذا الأمر وأجابه ، ولما يمض وقت طويل على سؤاله هذا ، وعلى إجابته تلك؟!
وحاول البعض التخلص من ذلك : باحتمال أن يكون جعفر قد حجل في خيبر ، ولم يره النبي «صلىاللهعليهوآله» (١).
وهو جواب لا يصح ، فقد صرحوا : بأن النبي «صلىاللهعليهوآله» سأله عن فعله هذا ، فأخبره ، فراجع ..
ولعل الجواب الأقرب هو : أن السؤال في مناسبة الحكم له ببنت حمزة لم يكن عن أصل الفعل ، بل عن سبب فعله في مثل هذه المناسبة ، فأخبره بأن النجاشي كان إذا أرضى أحدا حجل حوله ، تعبيرا عن سروره وشكره للنجاشي ..
وما جرى في خيبر كان سببه هو سروره بلقاء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وسروره «صلىاللهعليهوآله» بقدومه ، فقد اختلف السبب في الموردين ، ولذلك تكرر السؤال منه «صلىاللهعليهوآله» ..
غير أن هذا الجواب ليس مقنعا أيضا ..
فأولا : إن سرور جعفر بلقاء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كان واضحا بينا ، وتنتفي بذلك الحاجة إلى السؤال والجواب.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٥.