ونقول :
ذكرنا في الجزء الثاني من هذا الكتاب ، في فصل «عهد الطفولة» : أننا نشك في صحة ذلك.
أولا : لتناقض الروايات في كثير من الأمور المرتبطة بهذا الزعم ، فراجع.
ثانيا : إن حمزة كان أكبر سنا من النبي «صلىاللهعليهوآله» إما بسنتين ، أو بأربع سنوات ، وذلك يجعل من البعيد أن يكونا قد ارتضعا بلبن واحد ، إلا في حالات نادرة الوقوع ، وفي سن لا يحتاج الطفل فيها إلى الرضاع ، بل هو يستغني عنه بالطعام والفطام.
وثالثا : لو أغمضنا النظر عن هذا وذاك ، فإننا نقول :
إن حمزة كان أكبر من النبي «صلىاللهعليهوآله» بأكثر من عشر سنوات ، بدليل : أن عبد المطلب كان قد نذر لئن ولد له عشرة نفر ، ثم بلغوا حتى يمنعوه ليذبحن أحدهم لله عند الكعبة.
فلما ولد له عشرة ، وكان عبد الله أصغرهم ، وفيهم حمزة ، جمعهم ثم أخبرهم بنذره.
وأقرع بينهم فخرجت القرعة على عبد الله .. فلم يمكّنوه من ذبحه.
__________________
أبي سلمة عبد الله بن جحش.
وراجع : المعجم الصغير ج ٢ ص ٨٦ ومستدرك سفينة البحار ج ٤ ص ١٤٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ١ ص ٥٧٣ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ١ ص ٢٦٠ ـ ٢٦٢ والعدد القوية ص ١٢٢ وعن عيون الأثر ج ١ ص ٤٧ وسبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٦ و ٣٧٥ وج ١١ ص ٨٣ والبدء والتاريخ ج ٥ ص ٨.