مع أنه لم يكن هناك أي داع لأن ينسل من بينهم ، فلماذا لا يخبرهم بما جرى له مع النجاشي؟ فلعلهم يوافقونه الرأي ويختارون الإسلام أيضا ، خصوصا مع كونهم ـ كما ذكر ابن العاص نفسه ـ من قومه ، وممن يرون رأيه ، ويسمعون كلامه ، ويقدمونه فيما نابهم.
وكيف وثق بخالد ، وبعثمان بن طلحة ، ولم يثق بهؤلاء الذين يصفهم بهذه الأوصاف؟!
٢ ـ إن هذه الرواية لم يروها ـ فيما نعلم ـ سوى عمرو بن العاص نفسه ، وهو متهم فيما يقول عن نفسه.
٣ ـ لماذا لم يتصل بجعفر بن أبي طالب ، وسائر المهاجرين المسلمين ، ويبشرهم بإسلامه ، ويكون معهم وإلى جانبهم؟!
٤ ـ لماذا لم يخبر عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد بإسلامه على يد النجاشي؟! بل ادّعى لهم : أنه يريد أن يذهب إلى المدينة ليسلم على يد النبي «صلىاللهعليهوآله» ..
٥ ـ إن ما جرى بين عمرو وبين النجاشي لم يحمل في طياته أي سبب لإسلام عمرو ، بل ربما يقال : إن الأوفق بمسار الأمور هو : أن يزيد حقده على الإسلام ، ويتأكد صدوده عنه ، وأن يبذل المزيد من الجهد في الكيد له ولأهله ..
لقد كان ما فعله النجاشي عبارة عن تسديد لطمة لعمرو ، من شأنها أن تدفعه للانتقام من أهل الإسلام ، واعتبارهم السبب في بلائه ، وفي تحطيم عنفوانه ، وكبريائه ، وليس لهذه الضربة أي أثر في دفع الشبهات ، أو في إيضاح الحقائق ، أو في تليين القلوب للحق.