نستوثق منك.
فأوثقوه ، وخلفوا عليه رجلا منهم ، وقالوا له : إن نازعك فاحتز رأسه.
ثم ساروا حتى أتوا الكديد ، فكمنوا هناك ، وأرسلوا جندب بن مكيث الجهني ليستطلع لهم ، فأتى إلى تل مشرف على بيوت أولئك القوم ، فانبطح على رأس التل.
فرأى رجل منهم سوادا هناك ، فشك في أمره ، فرماه بسهمين فما أخطأه ، فانتزعهما جندب من جسده.
ثم لما اطمأن ذلك الحي ، وهدأوا شنوا عليهم الغارة ، فقتلوا المقاتلة ، وسبوا الذرية ، واستاقوا النعم ، والشاء ، وخرجوا بها إلى المدينة ، فمروا بابن البرصاء فاحتملوه ..
وخرج صريخ القوم ، فجاءهم ما لا قبل لهم به ، وكان الوادي بينهم ، وإذ بالوادي قد امتلأ جنباه بالماء ، بحيث لا يستطيع أحد أن يجوزه ، ولم يكونوا رأوا قبل ذلك سحابا ومطرا ، ففاتوهم ، وغزوا المدينة (١).
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٥٠ ـ ٧٥٢ وروي أيضا عن ابن إسحاق ، والإصابة ج ٣ ص ١٨٤ عن مسند أحمد ، عن مسلم بن عبد الله الجهني ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٧ والبحار ج ٢١ ص ٤٩ عن الكامل في التاريخ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٨٨ و ١٨٩ وراجع : الآحاد والمثاني ج ٥ ص ٥٥ و ٥٦ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣١١ و ٣١٢ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٥٣ و ٢٥٤ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٢٨ و ١٠٢٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٢٠ و ٤٢١ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٣٧ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٠٢ و ٢٠٣ وعن مسند أحمد ج ٤ ص ٥٠٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٢٤.