وفي الآخرين كذلك ..
مع أن الظاهر : أن الطعن في نفس إمارة هذا وذاك ، إنما هو موجه للفعل الذي صدر من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفسه ، أي في عملية التأمير التي هي فعل شخصه «صلىاللهعليهوآله» .. فالطعن يستهدف مقام النبوة .. لا زيدا ولا أسامة.
كما أن كلمة النبي «صلىاللهعليهوآله» تدل على أن هذا الطعن قد شاع وذاع ، حتى صح أن ينسبه إليهم بصورة عامة ، فهم إما طاعنون ، أو راضون بالطعن ..
ثانيا : إن حب النبي «صلىاللهعليهوآله» للناس ليس عشوائيا ، ولا مزاجيا ، بل هو يحبهم بقدر ما فيهم من فضائل وميزات ، وملكات ، فإذا كان أحدهم من أحب الناس إليه «صلىاللهعليهوآله» ، فلا بد أن يكون في مقام من الفضل والتقى ، والعلم والعمل الصالح ، والميزات والملكات يجعله أفضل من جميع من عداه ممن لم ينالوا تلك الدرجة من حب الرسول «صلىاللهعليهوآله» لهم ..
وإذا كان لزيد قسط وافر من هذه الميزات والفضائل ، كما تشهد له نصوص كثيرة ، فإن أسامة لم يكن بهذه المثابة ، لكي يخصه «صلىاللهعليهوآله» بهذا الحب دون من عداه ، وإذا كان زيد يملك مثل هذه الميزات العظيمة والظاهرة ، فلا مبرر لانتقاد إمارته إلا إرادة حفظ ماء الوجه لبعض من يحبونهم ، لكي لا يتأمّر عليهم من ابتلي بالرق ، ويرفضون أن يكون بالمستوى والموقع الذي استحقه بجهده وجهاده ، فوضعه الله ورسوله فيه.