يحب هذا الجبل .. فما هي تلك الخصوصية ، وما هو ذلك المعنى يا ترى؟!
وربما يفيد في الإجابة على هذا السؤال القول : بأن هذا الجبل كان يحتضن أجسادا طاهرة لشهداء أحد ، وفي مقدمتهم أسد الله وأسد رسوله الشهيد حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقد كانت الزهراء «عليهاالسلام» تزور قبورهم بصورة رتيبة ودائمة ، وقد صنعت سبحتها من تراب قبر حمزة «عليهالسلام».
كما أن لجبل أحد ارتباطا ظاهرا بوقائع حرب أحد ، فإن الاستناد إليه قد وفّر مانعا لجيوش الشرك من الالتفاف على أهل الإيمان ، والإيقاع بهم.
فلأجل هذا وذاك لا بد أن تتعلق به قلوب المؤمنين ، وأن يحبوه ، وأن يقصدوه لزيارة الأولياء والشهداء.
٣ ـ وأما أن جبل أحد يحب النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين ، فذلك أمر قد يصعب إدراكه للوهلة الأولى ، غير أن مما لا شك فيه : أن كل شيء يتعامل معه الإنسان بروح الاستقامة والطهر ، والتقوى ، يتأثر إيجابا بالصلاح وبالطهر ، والتقوى ، وكذلك يتأثر سلبا بالفساد والإفساد ، فإن لخبث الباطن ولطهره تأثيرهما على الأرواح والأجساد ، بل على النّفس الذي يتنفسه ، وعلى الأشياء التي يلامسها. وعلى الهواء الذي يستنشقه وما إلى ذلك ..
ولعل في بعض الآيات الشريفة إشارات إلى ذلك أيضا ، فلاحظ قوله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ..) (١) وغير ذلك
__________________
(١) الآية ٤١ من سورة الروم.