ومضى فروة إلى مكة ، فإذا هم على عداوتهم لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فأخبرهم بما جرى لأهل خيبر ، وبأن رؤساء الضاحية على عداوتهم أيضا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فسألوه عن رأيه ، فأشار عليهم أن يتموا مدة العهد الذي بينهم وبين النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ثم يجمعون العرب لغزوه «صلىاللهعليهوآله» في عقر داره.
وسمع نوفل بن معاوية الديلي بوجود فروة بن هبيرة في مكة ، فنزل إليه من باديته ، فأخبره فروة بما قال لقريش.
فطلب منه نوفل أن يستنصر له قريشا على خزاعة ، التي كانت عيبة نصح لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لا يغيبون عنه حرفا من أمورهم.
فكلم فروة رؤساء قريش في ذلك : صفوان بن أمية ، وسهيل بن عمرو ، وعبد الله بن أبي ربيعة ، فاعتذروا وقالوا : إذن يغزونا محمد فيما لا قبل لنا به ؛ فيوطئنا غلبة ، وننزل على حكمه ، ونحن الآن في مدة ، وعلى ديننا.
فأخبر فروة نوفلا بما جرى. ثم رجع إلى عيينة والحارث ، فأخبرهم ، وقال : رأيت قومه قد أيقنوا عليه ، فقاربوا الرجل ، وتدبروا الأمر.
فقدّموا رجلا ، وأخروا أخرى (١).
ونقول :
إن لنا مع ما تقدم عدة وقفات ، هي التالية :
__________________
(١) راجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٢٧ و ٧٣١.