نصرة الباطل ، وتقويض صرح الحق ، ومحاربتهم لله تعالى ـ إنهم بذلك كله ـ يمثلون الرجس والإثم والقاذورات التي لا بد من تطهير بيت الله وحرمه منها ، فقتلهم حتى لو كانوا متعلقين بأستار الكعبة تكريم للكعبة ، وتكريس لمعنى الطهر والقداسة فيها.
ويتأكد هذا المعنى : إذا كان هؤلاء يتخذون من الكعبة وسيلة لمواصلة إجرامهم في حق أنفسهم ، وفي حق الإنسانية ، وسبيلا للإمعان في تمردهم على الله تعالى ، وقهر عباده المؤمنين ، وإطفاء نور الهداية الإلهية ، عن طريق محاربة أنبياء الله ، والسعي في قتلهم ، أو محاصرتهم بالهموم والمتاعب ، والبلايا والمصائب.
إن دخول هؤلاء إلى المسجد الحرام لا يرضاه الله تعالى ، وهو محظور كحظر دخول أي حيوان نجس العين إلى مساجد الله سبحانه ، فكيف إذا كان ذلك الحيوان يحمل القاذورات في كل جوارحه ، وأجزاء جسده.
فإذا كان ذلك الحيوان عقورا ، شرسا ، ضاريا ، ولا يمكن دفع شره عن عباد الله إلا بقتله ، فلا بد من المبادرة إلى ذلك.
هذا .. ولا بأس بأن نشير هنا إلى بعض ما يرتبط بإهدار دم هؤلاء الناس بصورة تفصيلية ، فنقول :
١ ـ عكرمة بن أبي جهل :
أما عكرمة (١) بن أبي جهل ، فإنه إنما أمر بقتله ، لأنه كان هو وأبوه أشد
__________________
(١) العكرمة : هي الأنثى من الحمير.