لما ذا التزوير؟!
وقد يحق للبعض : أن يحتمل ، أو يظن : بأن سبب هذا الخلاف هو السعي إلى تنزيه رأي بعض الخلفاء عن الزلل والخطل ، أو لأجل اعتبار كلامهم تشريعا وسنة ، يمكن الأخذ بها حتى حينما تخالف شرع الله وسنة رسوله .. وخصوصا إذا كان ذلك الخليفة هو عمر بن الخطاب ، فقد قالوا :
إن عمر بن الخطاب قدم الشام ، فوجد رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة ، فهمّ أن يقيده ، فقال له زيد بن ثابت : أتقيد عبدك من أخيك؟
فجعله عمر دية (١).
وفي نص آخر : أن أبا عبيدة اعترض على عمر في قصة مشابهة ، فعدل إلى الدية (٢).
ولعلهما قصة واحدة ، ويكون أبو عبيدة وزيد قد اعترضا معا على عمر. إلا إذا ثبت : أن أحدهما لم يكن مع عمر في سفره إلى الشام.
وفي حادثة أخرى : ضرب عبادة بن الصامت ذميا (نبطيا) ، فشجه ، لأنه أبى أن يمسك له دابته ، فأراد عمر أن يقتص له منه ، فقال زيد بن ثابت :
__________________
(١) راجع : المصنف للصنعاني ج ١٠ ص ١٠٠ والغدير ج ٦ ص ١٣٣ عن كنز العمال ج ١٥ ص ٩٤ و ٩٧ عن عبد الرزاق ، وابن جرير ، والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٣٢ وراجع : المصنف لابن أبي شيبة ج ٦ ص ٤١٩ ومعرفة السنن والآثار ج ٦ ص ١٥٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٩ ص ٢٩٧ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣١.
(٢) السنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٣٢ وكنز العمال ج ١٥ ص ٩٤ و ٩٧ والغدير ج ٦ ص ١٣٣.