فمن أجل ذلك كله : دعا جحدم قومه إلى الحذر من استدراج خالد لهم. تمهيدا للإنتقام منهم.
أسلمنا .. أم صبأنا؟! :
قد تقدم : أن بني جذيمة قد صرحوا : بأنهم مسلمون. فما معنى ادّعاء : أنهم لم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، بل قالوا : صبأنا.
فعن ابن عمر : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بعث خالدا إلى بني جذيمة ، فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا ، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ، ودفع إلى كل رجل منا أسيره ، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره.
قال ابن عمر : فقلت : والله ، لا أقتل أسيري ، ولا يقتل أحد من أصحابي أسيره (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٠٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٧ عن صحيح البخاري ، والمحلى لابن حزم ج ١٠ ص ٣٦٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١١٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٥٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٩٣ والمعتصر من المختصر ج ١ ص ٢١٦ والديات للشيباني ج ١ ص ٥٠ ونيل الأوطار ج ٨ ص ٩ والطرائف لابن طاووس ص ٣٩٤ ومسند أحمد ج ٢ ص ١٥١ وسنن النسائي ج ٨ ص ٢٣٧ وفتح الباري ج ٢٧٠ ص ٤٦ والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٢٢١ و ٢٢٢ والسنن الكبرى للنسائي ج ٣ ص ٤٧٤ وج ٥ ص ١٧٧ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٦٧ ونهج الحق وكشف الصدق ص ٣٢٢.