المغيرة ، إنفاذا لوصية أبيه له ولإخوته بذلك (١).
ثانيها : أن خزاعة كانت مكروهة من قبل قريش ، لأنها كانت عيبة نصح لرسول الله «صلىاللهعليهوآله». فلابد أن يوقع بكل من ينتسب إلى خزاعة ، التي حالفت من لا تحبه قريش ، ومن تسعى لإبطال دعوته ، وكسر شوكته ، ومن لم يزل أمرها معه يسير من وهن إلى وهن ، حتى اضطرت إلى الاستسلام.
ثالثها : أن نفس طبيعة خالد تميل إلى العدوان ، وقهر الناس ، وإذلالهم بقسوة وشراسة ، ولو عن طريق الغدر والخديعة ، ونقض العهود ، والمواثيق .. بل ولو استلزم ذلك الكذب على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حين كان خالد يحاول إسكات الأصوات المرتفعة بالنكير عليه ، حيث زعم لعبد الرحمن بن عوف : أنه إنما قتلهم امتثالا لأمر النبي «صلىاللهعليهوآله» الصادر إليه فيهم .. فكذبه عبد الرحمن في هذه الدعوى ، وظهر كذبه فيها أيضا من إعلان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالقول ـ ثلاث مرات ـ اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ..
كتابة الخسائر :
وقد جاء في حديث إغارة خالد على حي أبي زاهر الأسدي : أن عليا «عليهالسلام» أمر بنسخ ما أصيب لهم ، فكتبوا. ثم أعطاهم المال.
قال ابن شهر آشوب في آخر قصة أبي زاهر : «ونحو ذلك روي أيضا في
__________________
(١) المنمق لابن حبيب ص ٢٢٦ و ٢٤٦.