مع أحد لظهر ذلك للناس ، ولكان قد شاع وذاع ، فلما ذا لا نجد أية إشارة لهذة الأخوة ، والشراكة في أي مناسبة أخرى ، سوى هذه المناسبة؟
ولما ذا عرف عثمان وسواه هذا الرجل ، وحسبوا أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يعرفه ، حتى احتاجوا إلى مدحه والثناء عليه عنده ، فإن الصحبة والشراكة من شأنها أن تظهرا؟!
لأنه إنما يشاركه في المعاملات الظاهرة مع الناس ، وفي سوقهم ، وكما أن صحبته إنما تعني : أن يكونا معا في كثير من الأوقات ، فلما ذا ظن الناس : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يعرفه؟!
ألم يكن النبي «صلىاللهعليهوآله» مكيا مثلهم ، يعرف ما ومن يعرفون ، وينكر ما ومن ينكرون؟!
وإذا صاحب أحدا وآخاه وشاركه ، فإن الناس سوف يرون ذلك ، ويطلعون عليه؟!.
الخطبة الثانية للنبي صلىاللهعليهوآله في مكة :
قالوا : خرج غزي من هذيل في الجاهلية ، وفيهم جنيدب بن الأدلع الهذلي ، يريدون حي «أحمر باسا» من أسلم. وكان «أحمر باسا» رجلا من أسلم شجاعا لا يرام ، وكان لا ينام في حيّه ، بل ينام خارجا من حاضره.
وكان إذا نام غط غطيطا منكرا لا يخفى مكانه ، وكان الحاضر إذا أتاهم فزع ، صرخوا : يا «أحمر باسا».
فيثور مثل الأسد ، فلما جاءهم ذلك الغزي من هذيل ، قال لهم جنيدب بن الأدلع : إن كان أحمر باسا قد قيّل في الحاضر فليس إليهم سبيل ، وإن له