فنزل عن فرسه ، وطرح سلاحه ، وأتى البيت ، فدخل تحت أستاره ، فأخذ رجل من بني كعب سلاحه ، وأدرك فرسه عائرا ، فاستوى عليه ، ولحق برسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالحجون ، وأمر «صلىاللهعليهوآله» بقتله (١).
ولنا توضيحات أو تأملات فيما تقدم ، فلاحظ ما يلي من مطالب :
تغيير الاسم إحسان وتفضل :
وأول ما يواجهنا في قصة ابن خطل هو : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» غيّر اسمه من عبد العزى إلى عبد الله.
وهذا التغيير ، الذي يأتي من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، والمطاع أمره ، والنافذ قراره ، يعد إحسانا وتفضلا منه «صلىاللهعليهوآله» على ابن خطل.
يضاف ذلك إلى ما له عليه من فضل وإحسان ، بهدايته إلى الله تعالى ، ودلالته على شرائعه ، وإخراجه من الظلمات إلى النور.
وللأسماء إيحاءاتها ، وتأثيراتها على النفس ، وعلى المكانة ، والنظرة ، والسمعة ، وفي كثير من الجهات ، فتغيير الاسم من عبد العزى إلى عبد الله لا بد أن ينقل هذا الإنسان إلى أجواء تختلف عن الأجواء التي كان فيها ، ولا بد أن يتبع ذلك تبدل في المشاعر لديه ، ولدى الآخرين ، الذين يتعاملون معه ،
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٢٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٩١ و (ط دار المعرفة) ص ٣٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٧٦ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٨٧.