لما ذا خالد دون سواه؟! :
إذا كانت البعثات تهدف إلى تحديد هذا الإنتماء ، فإن من الضروري : أن تكون بقيادة شخصيات قرشية ، بل الأولى هو : أن تكون من الأشخاص الذين يخاف الناس بطشهم ، ونكايتهم ، لأن الدعوة إذا جاءت من قبل خصوص هؤلاء ، فذلك يدعو الناس للإطمينان إلى أن دخولهم في هذا الدين ليس فيه أية خطورة عليهم ، ولا يعد مغامرة ، وتعريضا لأنفسهم لخطر أخذهم على حين غرة من قبل جبابرة الجاهلية وطغاتها ..
وقد كان خالد هو أحد هؤلاء الذين لا مناص من الإستفادة منهم في هذا المجال. وأية شخصية أخرى ، فإنها لا تستطيع أن تقوم بهذه المهمة ، ولا توجب الاستجابة لدعوتها أية سكينة أو طمأنينة عند الناس.
خالد معروف بالغدر :
وقد أظهر كلام جحدم : أن خالدا كان معروفا بغدراته ، وأن الاستسلام له يحمل أخطار الغدر بهم ..
وهذا يدل على : أن غدر خالد ، إنما كان سجية له ، فلا مجال لأن يحسب ذلك على الإسلام ، أو ينسب إليه.
ولعل الذي عزز خوف جحدم بالإضافة إلى معرفته بخالد ، وبسجاياه معرفته أيضا : بأن لخالد ثارا جاهليا على بني جذيمة ، لا بد أن يطلبه منهم ، خصوصا .. وأن خالدا كان حديث الإسلام ، ولم يدخل الإسلام عن قناعة وإنما رهبة من عواقب الإصرار على المناوأة ، ورغبة بالحصول على شيء من حطام الدنيا.