عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) (١). قال نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر وهو من كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يوم فتح مكة هدر دمه وكان يكتب لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» فإذا أنزل الله عزوجل : (أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). كتب : (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ، فيقول له رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : دعها فإن الله عليم حكيم. وكان ابن أبي سرح يقول للمنافقين : إني لأقول من نفسي مثل ما يجيء به فما يغيّر عليّ ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه الذي أنزل. ـ فإن هذه الرواية ـ لا تنافي ما ذكرناه ، فإن المقصود بقوله دعها : هو أن يدع الآية التي أنزلت على ما هي عليه من دون تغيير ، فالضمير في قوله دعها يعود إلى الآية الأولى ، أي اتركها في مكانها ولا تغير فيها ، فإننا نقر أن الله عليم حكيم ولكن ليس هذا موقع كلمة عليم التي تريد أن تستبدل بها كلمة عزيز.
أما إذا كان الضمير يرجع إلى الفقرة التي يريد ابن أبي سرح أن يكتبها ، فالمقصود بقوله دعها : أي اتركها وأسقطها ، فإن هذا الموقع ليس محلا لها ، مع العلم أن الله عليم حكيم بلا ريب.
استأمن له ، ثم أتى به :
وأما ما ذكره الحلبي : من أن عثمان استأمن لابن أبي سرح ، ثم جاء به إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فأعرض عنه ، فهو :
أولا : كلام متناقض. لأنه إذا كان مقصود عثمان بقوله : قد أمنته ، أنه
__________________
(١) الآية ١٤٦ من سورة الأعراف.