ولكن ذلك لا يمنع من القول : بأنه قد كان للنبي «صلىاللهعليهوآله» بنات يحملن هذه الأسماء بالذات ، ولكنهن متن في حال الصغر ..
وإنما توصف هؤلاء بأنهن بنات رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بسبب أنهن قد عشن في بيته ، وتربين عنده .. ويصح أن يطلق على من تتربى في بيت رجل : أنها بنت ذلك الرجل ..
أما من كان يصر على بنوتهن الحقيقية لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وكذلك الذين ما زالوا يصرون على هذا الرأي ، فذلك منهم إما لجهلهم بحقيقة الحال .. إما بسبب عدم تعرضهم للبحث المعمق في هذه المسألة ، وإما لأنهم ممن يريدون التقليل من شأن فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» ، بإيجاد منافسات لها حسب زعمهم (١). ومنح شرف المصاهرة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» لأناس آخرين غير علي «عليهالسلام» ، فلعل هذا ـ بزعمه الفاسد ، ورأيه الكاسد ـ يقلل من شأن علي «عليهالسلام» ويحط من مقامه ولو شيئا مّا!! ..
موقف الرسول صلىاللهعليهوآله من هبار :
ولكن مهما قيل في تعظيم هؤلاء البنات ، فإن الزهراء «عليهاالسلام» تبقى تحلّق في عليائها ، ولا تدانيها أية امرأة خلقها الله تعالى ، بل هي أفضل الخلق كلهم ، باستثناء النبي «صلىاللهعليهوآله» وعلي «عليهالسلام» بمقتضى
__________________
(١) إذ لا شك في خطئهم في زعمهم هذا ، بل يكون وجود بنات تميزت هي عليهن من شأنه أن يظهر فضلها ، ومكانتها ـ لو صح وجود بنات له «صلىاللهعليهوآله» غيرها ، والحقيقة هي تعذر إثبات ذلك بصورة علمية ومقبولة ..