بالشبهات.
وقد أشرنا مرات عديدة إلى : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يتعامل مع الناس على أساس علم الشاهدية ، أو العلم الخاص الذي يمنحه الله تعالى إياه ، وإنما يتعامل معهم وفق ما تؤدي إليه الوسائل العادية المتوفرة لديهم ، فهو يقضي بين الناس بالأيمان والبينات ، وبما يوجبه الإقرار ، وما يراه بعينه ، ويسمعه بأذنه ..
وتوضيح آخر نضيفه هنا ، وهو : أن خالدا ، وإن كان منهيا عن القتال ، لأن سريته سرية دعوة لا سرية قتال. وقد أخطأ في قتاله لبني جذيمة بلا ريب.
ولكن هناك أمران يفرضان تعاملا خاصا ، يتناسب مع مقتضياتهما وهما :
أولا : أن المسلم لا يقتل بالكافر .. فادّعاء كفرهم يجعل خالدا الذي قتلهم عمدا في مأمن من القصاص. أي أن هؤلاء ، وإن كانوا مسلمين في واقع الأمر ، ولكن خالدا يدّعي : أنه إنما قتلهم لظنه فيهم الكفر .. وهذه شبهة توجب دفع القصاص ، كما قلنا.
ثانيا : إنه لا يجوز الإقدام على أي تصرف يثير الشبهة في صحة ودقة وصوابية التصرفات ، التي تصدر عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. فلا يجوز له أن يفعل ما يوجب شكهم في نبوته ، أو اتهامه في عصمته ..
ولعل ذلك هو بعض فوائد عدم السماح له بأن يتعامل مع الناس بعلم الشاهدية.
غضب النبي صلىاللهعليهوآله وإعراضه عن خالد :
قال البلاذري ، والواقدي : مكث رسول الله «صلىاللهعليهوآله»