على المسلمين» (١). أي وكان عليه «صلىاللهعليهوآله» أن يتعامل مع الأمور وفق ظواهرها .. وليس وفق ما يطلع عليه من غيب ، لا يتيسر لغيره الاطلاع عليه .. كما أشرنا إليه غير مرة.
ولكن ما صنعه خالد قد ضيع الأهداف التي توخاها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من إرساله .. وخالد هو الذي يتحمل مسؤولية ما صنع ، لذلك برئ «صلىاللهعليهوآله» إلى الله من فعله ثلاث مرات.
النبي صلىاللهعليهوآله نصير المظلومين :
ولكن عليا «عليهالسلام» قد رتق ذلك الفتق ، واصلح ما أفسده خالد ، وبيّن لبني جذيمة وللعرب جميعا ، ولغيرهم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يمكن أن يكون نصيرا للظالمين ، بل هو مع المظلوم في السراء والضراء ، وفي الشدة والرخاء ، ينصره بيده ، وبلسانه ، وبماله ، وبجاهه ، وبكل ما يقدر عليه ..
توضيحات :
وقد تقدم في النص المتقدم ذكر :
الغميصاء : وهي موضع في بادية العرب قرب مكة كان يسكنه بنو جذيمة بن عامر.
وقوله : ما أنتم؟ قال : في النهر. الظاهر : أنه سألهم عن صفتهم. أي مسلمون أنتم أم كفار؟ ولهذا أتى بما ، ولو أراد غير ذلك لقال : من أنتم؟
__________________
(١) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٣٩ والبحار ج ٢١ ص ١٣٩.