وتوهجها يكون من هذه التجليات ..
وحين تفقد الرحمة ، فإن الإنسانية تفقد معناها ومغزاها ، ولا بد أن ينتقص تبعا لذلك كل ما يرتبط بذلك من حقوق ، وامتيازات ، وأن ينحط ما نشأ عنها من مقامات ودرجات.
وحين تجلت سمات الإنسانية في علي «عليهالسلام» لكل أحد بالتصدق بالخاتم بالصلاة ، أعلن الله تعالى له أعظم مقام ، ألا وهو مقام الولاية العظمى على البشر ، في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).
وحين ظهر الخلل في معنى الرحمة الإنسانية في ذلك (الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ). جاء الإعلان الإلهي : بأن ذلك من سمات ذلك (الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) .. وأن ذلك من شأنه ان يخل حتى بالتكوين الفكري والاعتقادي .. إلى حد انه ينتهي بما يوجب خروجه عن الدين والإيمان ، قال تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٢).
ولأجل ذلك .. جاء الإستفهام الإنكاري الذي يشير إلى فقدان سمات الإنسانية لدى هؤلاء ، فلا جرم أن تصدر منهم هذه الأعمال الفظيعة والشنيعة.
المعترضون على الجريمة :
عن سلمة بن الأكوع ، قال : قدم خالد بن الوليد على النبي «صلى الله
__________________
(١) الآية ٥٥ من سورة المائدة.
(٢) الآيات ١ ـ ٣ من سورة الماعون.