ولعل مما يسهل عليه هذا الأمر : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكن بحاجة إلى استنفار الناس في المنطقة ، ولا كان يريد جمع أعداد كبيرة من المقاتلين ، بل كان يكتفي ببضع عشرات ، أو مئات ، يقدرون على إنجاز المهمات الموكلة إليهم بسرعة ، وبمزيد من التكتم والإنضباط.
على أن من الجائز أن يكون هؤلاء القوم كانوا أولا على ماء المريسيع ، قرب قديد ، على الساحل بالقرب من مكة .. حيث هاجمهم حين علم بجمعهم في المرة الأولى ، وأعلنوا له آنئذ إسلامهم ، وأعطاهم بذلك كتابا ..
ثم انتقلوا من موضعهم ذاك إلى ماء الغميصاء ، بين مكة ويلملم ، حيث جرى عليهم من خالد بعد ذلك ما جرى ، فإن العرب كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر طلبا للماء والكلأ ، بحسب ما يقتضيه الحال.
دلالات باهرة في فعل علي عليهالسلام :
هذا .. وقد ذكرت الروايات : الأسباب التي دعت عليا «عليهالسلام» إلى إعطاء المال لبني جذيمة ، ونحن نعرضها وفق ما أشارت إليه النصوص ، كما يلي :
١ ـ أعطى لكل دم دية.
٢ ـ رد مثل متاعهم عليهم ، وأما نفس المتاع ، فقد ذهب ، فاقتسمه المسلمون ، فلا سبيل إلى رده عينه (وقد ورد ذلك في حديث إغارة خالد على حي أبي زاهر الأسدي ، حيث قال ابن شهر آشوب : إنه قد روي نحو ذلك في بني جذيمة).
٣ ـ أعطاهم إحتياطا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» مما يعلمون ،