أخذ له الأمان من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلا معنى لأن يعطيه النبي «صلىاللهعليهوآله» الأمان ، ثم يعرض عنه مرة بعد أخرى.
ثم يقول : نعم ، فيبسط يده فيبايعه. ولا يصح أن يطلب عثمان له الأمان من النبي «صلىاللهعليهوآله» بعد ذلك ، ويصر عليه فيه ..
ثانيا : قد صرحت رواية الواقدي : بأن النبي «صلىاللهعليهوآله» إنما أعرض عنه «إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه ، لأنه لم يؤمنه».
أين كان علي عليهالسلام؟! :
وقد يسأل سائل : لما ذا لم يقم علي بن أبي طالب «عليهالسلام» ، فيقتل ابن أبي سرح ، حين كان النبي «صلىاللهعليهوآله» يعرض عنه مرة بعد أخرى؟! فإنه لا شك في أن عليا «عليهالسلام» كان أعرف الناس بمرادات رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ويمكن أن يجاب : بأنه لم يثبت أن عليا «عليهالسلام» كان حاضرا في ذلك المجلس ، ولكن عمر كان حاضرا جزما ، حتى زعموا : أنه كان ـ كأبي اليسر ، أو كعباد بن بشر ـ يتتبع طرف النبي «صلىاللهعليهوآله» في كل ناحية ، رجاء أن يشير إليه ليضرب عنقه ..
كما أن عثمان الذي يصر على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأن يعطيه الأمان ، ولا يبالي بإعراض النبي «صلىاللهعليهوآله» عنه مرة بعد أخرى. كان ينبغي أن يبادر إلى تنفيذ أمر النبي «صلىاللهعليهوآله» فيه ، لا أن يأتي شافعا له إلى حد الإلحاح ..
وملامة النبي «صلىاللهعليهوآله» لأصحابه على عدم مبادرتهم إلى