هل هذا الخلط متعمد :
وإذا راجعنا نصوص ما جرى من خالد على مالك بن نويرة وأصحابه ، وعلى بني جذيمة ، فإننا نشهد ظاهرة مثيرة وهي : أن ثمة تشابها في عرض ما جرى بين القضيتين في عدة مفاصل أساسية.
فقد رأوهم يصلون ، ويؤذنون في كلا الواقعتين.
وحبسوا في ليلة باردة ، وقتلوا لأن خالدا أمر أصحابهم بأن يدفئوا أسراهم ، ففهموا ذلك على أنه أمر بالقتل.
وكلمة «أدفئوا في لغة كنانة تعني القتل».
وسمع خالد الواعية بعد ان فرغوا منهم.
واعترض على خالد في قتلهم رجلان ، هما : عبد الله بن عمر ، وسالم مولى أبي حذيفة في بني جذيمة ، أو عبد الله بن عمر وأبو قتادة في قصة مالك وأصحابه. وقد كره خالد كلامهما في كلتا الحادثتين.
بل إن أبا قتادة قد عاهد الله أن لا يشهد مع خالد حربا أبدا بعد قصة مالك بن نويرة.
وتذكر رواية قصة مالك أيضا : سياقا يتوافق كثيرا مع سياق قصة بني
__________________
ج ٢٠ ص ٣٧٢ وج ٣٦ ص ٨ وج ٤٧ ص ١١٧ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٢٠ وتاريخ المدينة لابن شبة ج ٤ ص ١٢٥١ والبداية والنهاية ج ٦ ص ٢٣١ وإمتاع الأسماع ج ٣ ص ٣٠٥ و ٣٠٦ وج ١٤ ص ٢٢٢ و ٢٢٣ وبشارة المصطفى للطبري ص ٢١٧ والدر النظيم ص ٤٤٤ ونهج الإيمان لابن جبر ص ٥٨٣ والعدد القوية للحلي ص ١٩٨ وسبل الهدى والرشاد الصالحي ج ١٠ ص ٩٦ وينابيع المودة للقندوزي ج ١ ص ٣٩٨ والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص ١٦٤ و ١٦٥.