وتارة يقولون : إنه رأى آية مكتوبة على دفة السفينة ، فأراد أن يمحوها ، فلم يستطع ، فعلم أنه كلام الحق جل وعلا.
٣ ـ سيأتي قصة منام النبي «صلىاللهعليهوآله» عن عذق أبي جهل في الجنة ، وأنه لما جاءه عكرمة مسلما فرح ، وأوّل ذلك العذق به.
فهذه الرواية تفيد : أنه «صلىاللهعليهوآله» إنما عرف بإسلامه بعد ان جاءه. ولو لم يأته مسلما لم يؤول ذلك العذق به.
ولكنهم يناقضون قولهم هذا ، فيقولون : إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يدع على أبي جهل في أول بعثته لأن عكرمة كان في صلبه كما سيأتي .. وأنه أخبر عن إسلام عكرمة قبل الفتح حين طعن مسلما فقتله في بعض الحروب.
لا تسبوا أبا جهل :
وأما نهي النبي «صلىاللهعليهوآله» عن سب أبي جهل ، فإن سب الميت يؤذي الحي (١).
فأولا : إننا لا نعرف السبب في تخصيص أبي جهل بهذا النص الناهي عن التعرض له بالسب ، رغم أن العشرات ، والمئات ، وربما الألوف من الصحابة كان آباؤهم يحاربون الإسلام ، وقد قتلوا ، وبقي أبناؤهم يعيشون بين المسلمين. إلا إن كان سب أبي جهل دون سواه هو المرسوم والشائع والمتداول بين المسلمين!!
__________________
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٢٥٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤١ ص ٥٦ و ٦٧ وكنز العمال ج ١٣ ص ٥٤١ وذخائر العقبى ص ١٩٤ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ٣ ص ١٠٨٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١١ ص ٦٨.