ومن الواضح : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يكن يملي الآية على كل من كان يكتب ، بل كان يمليها على أحد الكتاب ، أو على من حضر منهم .. فلا معنى للقول بتكرار الحادثة تارة مع معاذ بن جبل ، وأخرى مع ابن أبي سرح!!
عثمان وأخوه ، وعلي عليهالسلام وأخته :
وقد قرأنا فيما سبق : موقف علي «عليهالسلام» من الذين أجارتهم أخته أم هاني بنت أبي طالب ، حيث أصر على قتلهم ، ولم يرض من أخته أن تجيرهم ، حتى اشتكته إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فجاءه قبول إجارتها لهم من الرسول «صلىاللهعليهوآله» مباشرة.
ولكن عثمان ليس فقط لا يبادر إلى تنفيذ أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في ابن أبي سرح ، بل هو يخبؤه في بيته ، ثم يأتي به إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويبدأ في التماس الأمان له ، ويعرض عنه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مرة بعد أخرى ، ولا يرتدع ولا يتراجع.
حتى اقتنص من النبي «صلىاللهعليهوآله» الأمان له على مضض ، وبمزيد من المرارة ، بل هم ينقلون : أنه «صلىاللهعليهوآله» حتى بعد أن أعطاه الأمان قد وصفه ب «الكلب» ، وأظهر العتب على من حضره من المسلمين : كيف لا يقتلونه وهم يرون امتناعه عن إعطائه الأمان ..
__________________
الأوسط ، وابن مردويه مجمع الزوائد ج ٧ ص ٧٢ والمعجم الأوسط ج ٥ ص ٥٦ والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج ٢ ص ٢٧١ وفتح القدير ج ٣ ص ٤٧٩ وتفسير الآلوسي ج ١٨ ص ١٦.