قال : لا والله حتى تبين لي.
قال : «بل لك تسيير أربعة أشهر».
فنزل صفوان.
ولما خرج رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى هوازن (وعند الواقدي والديار بكري : أرسل إليه يستعير سلاحه ، فأعاره سلاحه ، مائة درع بأداتها ، فقال : طوعا أو كرها.
قال «صلىاللهعليهوآله» : عارية مؤداة.
فأعاره ، فأمره رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فحملها إلى حنين ، فشهد حنينا والطائف ، ثم رجع «صلىاللهعليهوآله» إلى الجعرانة ، فبينا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يسير في الغنائم ينظر إليها).
وفرق غنائمها ، فرأى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» صفوان ينظر إلى شعب ملآن نعما وشاء ورعاء ، فأدام النظر إليه ، ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» يرمقه ، فقال : «يا أبا وهب يعجبك هذا الشعب»؟
قال : نعم.
قال : «هو لك وما فيه».
فقبض صفوان ما في الشعب ، وقال عند ذلك : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. وأسلم مكانه (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٣ و ٢٥٤ عن ابن إسحاق ، والبيهقي ، والواقدي ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٥٣ ـ ٨٥٥ ودلائل النبوة للبيهقي