البحث
البحث في القواعد النحويّة
(٣)
أفعال المقاربة
في تسميتها بذلك تغليب ، لأنّها على ثلاثة أقسام :
أحدها : ما دلّ على القرب وهو : كاد وكرب وأوشك.
الثاني : ما دلّ على الرجاء وهو : عسى (١) واخلولق وحرى.
الثالث : ما دلّ على الشروع وهو : أنشأ وطفق وأخذ وجعل وعلق.
وكلّها تعمل عمل «كان» لكنّ الخبر فيها لا يكون إلّا مضارعا ، نحو : «كاد زيد يقوم». وندر مجيئه اسما بعد «كاد» و «عسى» ، نحو :
فأبت إلى فهم وما كدت آئبا |
|
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر (٢) |
ونحو :
أكثرت في العذل ملحّا دائما |
|
لا تكثرن إنّي عسيت صائما (٣) |
وهذه الأفعال من حيث اقتران خبرها ب «أن» وتجرّده منها ثلاثة أقسام :
١ ـ ما يجب اقتران الخبر بها وهو : «حرى» و «اخلولق» ، نحو : «حرى زيد أن يقوم» و «اخلولقت السماء أن تمطر».
__________________
(١). يجوز كسر سين «عسى» إذا اسندت إلى التاء أو النون أو «نا» ، نحو قوله تعالى : «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ». (محمّد صلىاللهعليهوآله (٤٧) : ٢٢). قرأ نافع بالكسر وغيره بالفتح.
قال ابن مالك :
والفتح والكسر أجز في السّين من |
|
نحو عسيت وانتقا الفتح زكن |
(٢). «ابت» : من آب يؤوب ، أي : رجعت. «فهم» : قبيلة. «آئبا» : راجعا. و «كم» : خبريّة بمعنى كثير. والضمير المؤنّث في «فارقتها» يرجع إلى «فهم». و «تصفر» : من الصفير وهو التصويت بالشفتين. والمراد تدعو.
(٣). «العذل» : الملامة. «ملحّا» : مصرّا.