وقال الأخفش : «إنّ لات لا تعمل شيئا ، فإن وليها مرفوع فمبتدأ حذف خبره أو منصوب فمفعول لفعل محذوف». والتقدير عنده ـ على قراءة النصب ـ «لا أرى حين مناص» وعلى قراءة الرفع ـ «لا حين مناص كائن لهم».
واختلف في معمولها ، فقال الفرّاء : «إنّها لا تعمل إلّا في لفظة حين» ، وهو ظاهر قول سيبويه. وذهب الفارسي وجماعة إلى أنّها تعمل في «حين» وما رادفه.
قال الزمخشري : «زيدت التاء على «لا» وخصّت بنفي الأحيان».
أمّا «إن» فمذهب الكوفيين ـ خلا الفرّاء ـ وجماعة من البصريّين أنّها تعمل عمل «ليس» ، كقول بعض أهل العالية (١) : «إن أحد خيرا من أحد إلّا بالعافية» و «إن ذلك نافعك ولا ضارّك».
ومذهب أكثر البصريين والفرّاء أنّها لا تعمل شيئا. (٢)
زيادة الباء في الخبر
تزاد الباء كثيرا في خبر «ليس» و «ما» ، كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٣) و (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)(٤) وقليلا في خبر «لا» وفي خبر فعل ناسخ منفي ، نحو :
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة |
|
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب (٥) |
وإن مدّت الأيدي إلى الزّاد لم أكن |
|
بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل (٦) |
وقال ابن عصفور : «هو سماع فيهما». (٧)
__________________
(١). تطلق على ما فوق أرض نجد إلى تهامة وإلى ما وراء مكّة وما والاها.
(٢). قال ابن مالك :
في النّكرات اعملت كليس «لا» |
|
وقد تلي «لات» و «إن» ذا العملا |
وما ل «لات» في سوى حين عمل |
|
وحذف ذي الرّفع فشا والعكس قل |
(٣). الزّمر (٣٩) : ٣٦.
(٤). الأنعام (٦) : ١٣٢.
(٥). الفتيل : الخيط الذي يكون في شقّ النّواة.
(٦). الأجشع : من الجشع ، وهو شدّة الحرص على الأكل. و «أعجل» : قال في التصريح : هو بمعنى «عجل» لا للتفضيل.
(٧). قال ابن مالك :
وبعد «ما» و «ليس» جرّ البا الخبر |
|
وبعد «لا» ونفي «كان» قد يجر |