المشهور بين الأصحاب بل ادعى عليه جمع منهم الإجماع. أو ملتقى الساق والقدم المعبر عنه بالمفصل بين الساق والقدم ، كما عليه العلامة وجمع ممن تأخر عنه ، كالشهيد الأول في الرسالة وان بالغ في التشنيع عليه في الذكرى ، وصاحب الكنز ، وشيخنا البهائي ، والمحدث الكاشاني ، والمحدث الحر العاملي ، وجمع من متأخري المتأخرين؟ إشكال ينشأ من تعارض كلام أهل اللغة في هذا المقام ، وتدافع اخبار أهل الذكر (عليهمالسلام) مع دخول التأويل في اخبار كل من الطرفين وقبول الانطباق على كل من الجانبين
وتفصيل هذه الجملة على وجه الاختصار انه قد نقل أول الشهيدين في الذكرى وثاني المحققين في شرح القواعد ، ان لغوية العامة مختلفون في ذلك ، واما لغوية الخاصة فهم متفقون على انه بمعنى المشهور.
ونقل شيخنا البهائي في كتاب الحبل المتين ان الكعب يطلق على معان أربعة : (الأول) ـ العظم المرتفع في ظهر القدم الواقع بين المفصل والمشط. (الثاني) ـ المفصل بين الساق والقدم (الثالث) ـ عظم مائل إلى الاستدارة واقع في ملتقى الساق والقدم له زائدتان في أعلاه يدخلان في حفرتي قصبة الساق وزائدتان في أسفله يدخلان في حفرتي العقب ، وهو نأت في وسط ظهر القدم اعني وسطه العرضي ولكن نتوه غير ظاهر لحس البصر لارتكاز أعلاه في حفرتي الساق ، وقد يعبر عنه بالمفصل ، لمجاورته له أو من قبيل تسمية الحال باسم المحل. (الرابع) ـ أحد الناتيين عن يمين القدم وشماله.
وأقول : المعنى الأول هو الذي عليه جمهور الأصحاب ، والثالث هو الذي نسبه (قدسسره) للعلامة وان عبر عنه بالمفصل مجازا كما ذكره ، وعلى هذا فالثاني يرجع إلى الثالث ، والرابع هو الذي عليه العامة.
ثم نقل (قدسسره) جملة من كلام العامة كالفخر الرازي في تفسيره الكبير ، فإنه قال : «قالت الإمامية وكل من ذهب إلى وجوب المسح : ان الكعب عبارة عن عظم مستدير مثل كعب الغنم والبقر موضوع تحت عظم الساق حيث يكون مفصل