والذي وقفت عليه من الأخبار في المسألة موثقة محمد بن مسلم (١) قال : «سألت أبا جعفر (عليهالسلام) عن المبطون. فقال : يبنى على صلاته».
وموثقته الأخرى عنه (عليهالسلام) (٢) قال : «صاحب البطن يتوضأ ثم يرجع في صلاته فيتم ما بقي».
وصحيحته المروية في الفقيه عنه (عليهالسلام) (٣) قال : «صاحب البطن الغالب يتوضأ ويبنى على صلاته».
وهذه الروايات ـ كما ترى ـ مطلقة لا دلالة فيها على خصوص فرد من تلك الأفراد المفصلة ، والمفهوم من كلام بعضهم حملها على ما إذا كان ثمة فترة تسع الصلاة أو بعضها فتوضأ ودخل في الصلاة ثم فاجأه الحدث ، ومن كلام بعض آخر على ما إذا دخل في الصلاة متطهرا مطلقا أعم من ان تكون فترة تسع الصلاة كلا أو بعضا أو بمقدار الطهارة خاصة كما هو المفهوم من التفصيل المتقدم.
والتحقيق في المقام ان الروايات المذكورة مطلقة إلا انه ان كان الحدث المذكور متكررا بحيث يؤدي إعادة الوضوء بعد الدخول في الصلاة إلى العسر والحرج ويلزم منه الكثرة الموجبة لبطلان الصلاة ، فالظاهر وجوب الاستمرار في الصلاة وعدم إيجابه الوضوء عملا باخبار سهولة الحنيفية وسعة الشريعة ورفع الحرج في الدين ، وإلا فالظاهر دخوله تحت الأخبار ووجوب الوضوء والبناء. ويحتمل قريبا ان معنى الرواية الاولى والثالثة ان المبطون يبني على صلاته يعني لا يقطعها بالحدث الواقع في أثنائها ، وقوله في الأخيرة يتوضأ يعني قبل الدخول في الصلاة. إذ ليس فيها دلالة بل ولا إشارة إلى دخوله في الصلاة خاليا من الحدث ، بل ربما أشعر قوله في الأخيرة : «صاحب البطن الغالب ...» باستمرار خروج الحدث ، وحينئذ فتكون الروايتان دليلا لما ذكرناه
__________________
(١) المروية في الوسائل في الباب ـ ١٩ ـ من نواقض الوضوء.
(٢) المروية في الوسائل في الباب ـ ١٩ ـ من نواقض الوضوء. وفي التهذيب والوافي والوسائل تقييد البطن فيها بالغالب.
(٣) ج ١ ص ٢٣٧.