والثقة بالله وحده ـ النهي عن الاستجمار بهما معلل بكونهما طعام الجن (١) وفي خبر آخر عن النبي (صلىاللهعليهوآله) التعليل بأنهما لا يطهران (٢) وقد يتراءى من التعليل الأول تحريم تنجيسهما ولو بغير الاستنجاء ، لكن احتمال كون تحريم الاستنجاء بهما لتحقيرهما التام ـ بإمرارهما على المخرج مع التنجيس لا لأحدهما فقط ـ يعطي جواز التنجيس بغير الاستنجاء ، سيما مع انضمام أصالة براءة الذمة من المؤاخذة عليه. وأيضا فلعل النهي عن استعمالهما إنما هو لمجرد كون طعام الجن غير مطهر لا للاحترام كما يظن ، وإلى هذا يشير التعليل الثاني ، وهو يعطي جواز التنجيس بغير الاستنجاء وان النهي عن استعمالهما لعدم إفادتهما التطهير ، إلى ان قال : وقد يستفاد عدم كونهما مطهرين من رواية ليث المرادي عن الصادق (عليهالسلام) (٣) الناطقة بعدم صلاحيتهما للاستنجاء وكيف كان فالأظهر عدم التوقف في جواز تنجيسهما بغير الاستنجاء كما ان الأظهر أن الاستنجاء بهما لا يفيد طهارة المحل كما هو مذهب السيد والشيخ والمحقق وان قال مشايخنا المتأخرون بطهارة المحل بهما. ولتحقيق الكلام محل آخر» انتهى كلامه (قدسسره).
وأقول : ما نقله (قدسسره) من الخبر عنه (صلىاللهعليهوآله) بأنهما لا يطهران لم أقف عليه بعد التتبع للاخبار. نعم نقله العلامة في التذكرة ، ولا يبعد ان يكون من طرق المخالفين (٤) كما نبه عليه بعض متأخري المتأخرين.
__________________
(١) في رواية ليث المرادي ومرسلة الفقيه المتقدمتين في الصحيفة ٤٣.
(٢ و ٤) رواه الدارقطني عن أبي هريرة عنه (ص) كما في منتقى الاخبار لابن تيمية على هامش نيل الأوطار ج ١ ص ٨٥ ، ولم يرد هذا التعليل بن طرقنا.
(٣) المتقدمة في الصحيفة ٤٣.