وطعنه في روايات القول المشهور بضعف الأسانيد : انه لا يخلو من قوة ، وجعل ما قابله أحوط. وهو يشعر بالتوقف مع الميل الى القول المذكور. وفيه ما عرفت من ان الصحاح التي استند إليها غير ظاهرة في المدعى كما أوضحناه ، والطعن بضعف السند غير مرضي عندنا بل ولا عند كافة الأصحاب سيما المتقدمين ولا معتمد ، اما المتقدمون فلعدم عملهم على هذا الاصطلاح الذي هو الى الفساد أقرب منه الى الصلاة ، واما المتأخرون فلان هذه الأخبار عندهم مجبورة بالشهرة.
ومنهم ـ المحدث الكاشاني في الوافي وهو أعجب حيث قال بعد نقل اخبار القول المشهور المذكورة في الكافي والتهذيب وآخرها حديث ابن أشيم ما صورته : الاطلال بالمهملة الإشراف ، الى ان قال بقي الكلام في الحمرة المشرقية السماوية والاخبار في اعتبار ذهابها مختلفة ، فمنها ما يدل على اعتباره وجعله علامة لغروب الشمس كهذه الاخبار ومنها ما يدل على ان ذهاب القرص عن النظر كاف في تحقق الغروب كالاخبار التي مضت ، والمستفاد من مجموعها والجمع بينها ان اعتباره في وقتي صلاة المغرب والإفطار أحوط وأفضل وان كفى استتار القرص في تحقق الوقت كما يظهر لمن تأمل فيها ووفق للتوفيق بينها وبين الاخبار التي نتلوها عليك في الباب الآتي ان شاء الله تعالى. انتهى.
أقول : العجب منه (قدسسره) وهو من أكابر المحدثين كيف الغى القاعدة المنصوصة في الباب تبعا لغيره من المجتهدين الذين قد أكثر من التشنيع عليهم في الخروج عن جادة العمل بالأخبار في جملة من كتبه ، وأشار بالأخبار التي مضت الى ما قدمه في سابق هذا الباب من الاخبار التي قدمنا نقلها ، وقد عرفت ان أكثرها غير ظاهر الدلالة ولا واضح المقالة في ما ادعاه منها تبعا لصاحب المدارك ، وعمدة الشبهة عنده من الاخبار التي ذكرها في تالي هذا الباب كما أشار إليه بقوله جمعا بينها وبين الاخبار التي نتلوها عليك في الباب الآتي ، وها نحن بتوفيق الله تعالى نبين لك ما يكشف عن إشكالها نقاب الإبهام ونبين ما هو الحق فيها لذوي الأفهام وضعف ما سبق الى خلافه من الأوهام :