أريد الحج وجملي أعجف فما تأمرني؟ قال : «اعتمري في رمضان ، فإن عمرة في رمضان كحجة» (١).
كان شاعرا مجودا ، وكاتبا مترسلا ، مليح الألفاظ ، جيد المعاني حسن القول في المديح ، والغزل ، والتشبيه ، والأوصاف ، وغير ذلك. وروى لنا جماعة عنه شيئا كثيرا من شعره. وهو : عبد الواحد بن نصر بن محمّد بن عبيد الله بن عمر بن الحارث بن المطلب بن عبد الله بن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.
أنشدنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسن التنوخي قال : أنشدنا أبو الفرج الببغاء لنفسه :
أكل وميض بارقة كذوب |
|
أما في الدهر شيء لا يريب؟ |
تشابهت الطباع فلا دنيء |
|
يخن إلى الثناء ولا حسيب |
وشاع البخل في الأشياء حتى |
|
يكاد يشح بالريح الهبوب |
فكيف أخص باسم العيب شيئا |
|
وأكثر ما نشاهده معيب؟ |
حدّثنا أبو حكيم الخوارزمي قال : كتب أبو الفرج الببغاء إلى سيف الدولة يشكره ـ وقد خلع عليه وحمله ـ : إن شكري نعمة الله عليّ بما جدده من ملاحظة سيدنا الأمير ـ أيده الله ـ حالي ، وتداركه بطبيب التطول مرض آمالي ، مالا أؤمل مع المبالغة والإغراق فيه، فك نفسي بحال من رق أياديه ، غير أني أحسن لها النظر ، وأجمل عندها الأحدوثة والخبر ، بالدخول في جملة الشاكرين ، والارتسام بفضيلة المخلصين ، إذ كان ـ أدام الله عزه ـ قد نصر نباهتي على الخمول ، واستنقذني من التعبد للتأميل ، ولذلك أقول :
فصرت أمسك عن أوصاف نعمته |
|
عجزا وتنطق عن آثارها حالي |
لما تحصنت من دهري بخلعته |
|
سمت بحملانه ألحاظ إقبالي |
__________________
(١) ٥٦٧٠ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٢٢٩ ، ٤ / ١٧٧ ، ٦ / ٣٧٥ ، ٤٠٥ ، ٤٠٦. وسنن أبي داود كتاب المناسك باب ٧٩. وسنن الدارمي ٢ / ٥١. والسنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٢٧٤.
٥٦٧١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٦٤. والأنساب ، للسمعاني ٤ / ٢٥١.