الدين يدخل في معنى كل حديث منها علم كثير ، فمنها : حديث عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم «إنما الاعمال بالنيات». ومنها : حديث وابصة عن النبي صلىاللهعليهوسلم في البر والإثم (١) ، ومنها حديث النّعمان بن بشر عن النبي صلىاللهعليهوسلم في الحلال والحرام (٢) ، ومنها حديث شداد بن أوس عن النبي صلىاللهعليهوسلم «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» (٣).
حدثني عليّ بن الحسين بن جدّا العكبريّ قال : سمعت عرس الخباز يقول : لما دفن عثمان الباقلاني رأيت في المنام بعض من هو مدفون في جوار قبره ، فقلت له : كيف فرحكم بجوار عثمان؟ فقال : وأين عثمان؟ لما جيء به سمعنا قائلا يقول : الفردوس الفردوس ـ أو كما قال.
حدثني الخلال وأحمد بن عليّ التوزي قالا : توفي عثمان الباقلاني الزاهد يوم الجمعة لسبع بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعمائة.
قال الخلال : وصلى عليه أبو عبد الله بن المهتدي ، ودفن في مقبرة الجامع ـ يعني جامع المنصور.
وهو أخو أبي عبد الله أحمد وكان الأصغر ، سمع أحمد بن سلمان النّجّاد ، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ ، وعمر بن جعفر بن سلم ، وأبا بكر الشّافعيّ ، وعلي بن أحمد بن محمّد المعروف ببادويه القزويني. كتبنا عنه وكان صدوقا ومسكنه بباب الشام.
وسألته عن مولده فقال : كانت أمي تقول : ولدت في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ، وكان أخي يقول لي : ولدت في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. ومات عشية يوم الخميس الثالث من صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ، ودفن صبيحة يوم الجمعة في مقبرة باب حرب
__________________
(١) ولفظه : «الإثم ما حاك في الصدور كرهت أن يطلع عليه الناس ...»
(٢) ولفظه : «الحلال بين والحرام بين ...»
(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الذبائح ٥٧.
٦١١٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٥٨.