من ناقلة خراسان ، له ديوان شعر مشهور. وكان جيد الشعر عالما بفنونه ، وله اختصاص بجعفر المتوكل ، وكان متدينا فاضلا.
حدّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن بكر الهزاني ، حدّثنا عبد الله بن شبيب المكي ، حدّثنا عليّ بن الجهم بن بدر السامي ، حدّثنا عليّ بن مسهر ـ كذا قال الدسكري وأحسبه عبد الأعلى بن مسهر ـ عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال : أوصى مسلمة بن عبد الملك بثلث ثلثه لطلاب الأدب ، فقال : إنها صناعة مجفو أهلها.
أخبرنا محمّد بن عبد الله الحنائي ، حدّثنا أبو الحسين عبد الله بن محمّد بن جعفر ابن شاذان البزّاز قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : قال لي عليّ بن الجهم : وجه بي المتوكل في حاجة له إلى بغداد ، فلما كان يوم جمعة صليت في الصحن ، فإذا سائل يسأل قد وقف ، فحدث أحاديث صحاحا ، وأنشد شعرا مستويا ، وتكلم بكلام حسن ، فأخذ في قلوب الناس ثم قال لهم : يا قوم إني لم أوت من عجز ، وإني افتتنت في علوم كثيرة ، ولقد خرجت إلى الجعفري إلى المتوكل ، فحملت التراب على رأسي. فخرج يوما المتوكل على حمار له يدور في القصر ، فطرحت التراب عن رأسي وأنشدته القصيدة الفلانية وأنشدها فجود إنشادها ، فأمر لي بعشرة آلاف درهم. فقال له عليّ بن الجهم : الساعة يفتتح عليك أهل الخلد فلا يكفيك بيوت الأموال ، فلم أعط شيئا. فلم يبق أحد إلا لعنني وذمني ، فقلت للخادم : علىّ بالسائل ، فأتاني به فقلت تعرف عليّ بن الجهم؟ فقال لا ، فقلت للخادم من أنا؟ قال : أنت عليّ بن الجهم. فقلت لشيوخ بالقرب مني : من أنا؟ قالوا : أنت عليّ بن الجهم ، فقال : [السائل] (١) ما تنكر من هذا؟! هات عشرة دراهم حتى أخرجك وأدخل غيرك، فأعطيته عشرة دراهم وأخذت عليه ألّا يذكرني.
أخبرني عليّ بن القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب ، أخبرنا محمّد بن يحيى قال: قال عليّ بن الجهم :
هي الأيام تجمع بعد بعد |
|
وتبعد بعد قرب والتئام |
خليلي ، الهوى خلق كريم |
|
تقصر عنه أخلاق اللئام |
__________________
٦٢١٧ ـ انظر المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٦
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.