نزل بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمّد بن السقاء الحافظ.
حدثني عنه عبد العزيز بن أحمد الكتاني ـ بدمشق ـ وقال : سمعت منه في مسجد عبد الله بن المبارك بقطيعة الربيع في ذي الحجة من سنة سبع عشرة وأربعمائة.
سمع أبا عمرو بن السماك ، وأبا بكر النّجّاد ، وجعفر الخلدي ، وأبا عمر الزاهد ، وعبد الصّمد الطّستي ، وابن الزّبير الكوفيّ ، وأبا سهل بن زياد ، ومحمّد بن الحسن النقاش ، ودعلج بن أحمد ، وأبا بكر بن مقسم ، وعمر بن جعفر بن سلم ، وأبا بكر بن الجعابي ، وعلي بن حمّاد القاضي ، وأبا الفرج الأصبهانيّ ، وميمون بن إسحاق الصواف ، وأبا بكر الشّافعيّ ، وأبا عليّ بن الصواف ، ومحمّد بن عليّ بن سهل الإمام ، وجماعة من أمثالهم.
كتبنا عنه وكان قد قرأ القرآن على ابن مقسم بحرف حمزة. وكف بصره في آخر عمره وكان يسكن الكرخ ، وله دكان في سوق الرزازين.
حدثني بعض أصحابنا قال : دفع إلى عليّ بن أحمد الرّزّاز ـ بعد أن كف بصره ـ جزءا بخط أبيه فيه : أمالي عن بعض الشيوخ ، وفي بعضها سماعه بخط أبيه العتيق والباقي فيه تسميع له بخط طري فقال : أنظر سماعي العتيق [هو] (١) ما قرئ علىّ ، وما كان فيه تسميع بخط طري فاضرب عليه. فإني كان لي ابن يعبث بكتبي ويسمع لي فيما لم أسمعه. أو كما قال.
حدثني الخلال قال : أخرج إلى الرّزّاز شيئا من مسند مسدد فرأيت سماعه فيه بخط جديد ، فرددته عليه.
قلت : وقد شاهدت أنا جزءا من أصول الرّزّاز بخط أبيه فيه أمالي عن ابن السماك ، وفي بعضها سماعه بالخط العتيق ، ثم رأيته قد غير فيه بعد وقت وفيه إلحاق بخط جديد. وكان الرّزّاز مع هذا كثير السماع كثير الشيوخ ، وإلى الصدق ما هو.
__________________
(١) ٦١٥٩ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.