بصري الأصل سمع أبا القاسم بن حبابة ، ومحمّد بن الحسن بن عبد الله الصّيرفيّ ، وعثمان بن أحمد بن جعفر العجلي ، ومحمّد بن جعفر النجار الكوفيّ ، وأبا الحسن ابن فراس المكي. وكان كثير الأسفار إلى البصرة ، والكوفة ، ومكة ، واليمن. وأقام بمكة مدة طويلة سمعت منه بها ثم قدم علينا بغداد فسمعت منه أيضا بها.
وقال لي : ولدت في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر ، وكان صدوقا ومات ببغداد في المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
أحد أئمة القراء من أهل الكوفة ، استوطن بغداد وكان يعلم بها الرّشيد ، ثم الأمين من بعده ، وكان قد قرأ على حمزة الزيات ، فأقرأ ببغداد زمانا بقراءة حمزة ، ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس ، وقرأ عليه بها خلق كثير ببغداد ، وبالرقة ، وغيرهما من البلاد ، وحفظت عنه. وصنف معاني القرآن ، والآثار في القراءات. وكان قد سمع من سليمان بن أرقم ، وأبي بكر بن عياش ، ومحمّد بن عبيد الله العرزمي ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهم. روى عنه أبو توبة ميمون بن حفص ، وأبو زكريا الفراء ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو عمر حفص بن عمر الدّوريّ ، وجماعة.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله الثابتي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن موسى القرشيّ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي قال : عليّ بن حمزة الكسائي هو عليّ بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز مولى بني أسد.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التّميميّ ـ بالكوفة ـ حدّثنا أبو عليّ الحسن بن داود النقار ، حدّثنا أبو جعفر عقدة ، حدّثنا أبو بديل الوضاحي قال : قال لي الفراء : إنما تعلم الكسائي النحو على الكبر ، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيا ، فجلس إلى الهبارين ـ وكان يجالسهم كثيرا ـ فقال قد عييت ، فقالوا له : أتجالسنا وأنت تلحن؟! فقال : كيف لحنت؟ قالوا له : إن كنت أردت من التعب فقل أعييت. وإن كنت أردت من
__________________
٦٢٩٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٦٨. وغاية النهاية ١ / ٥٣٥. ووفيات الأعيان ١ / ٣٣٠. ونزهة الألباء ٨١ ـ ٩٤. وطبقات النحويين ١٣٨. وإنباه الرواة ٢ / ٢٥٦. والذريعة ١٩ / ١٥. والأعلام ٤ / ٢٨٣.