والدي رضى الله عنه ، كان أحد حفاظ القرآن. قرأ على أبي حفص الكتاني وتولى الإمامة والخطابة على المنبر بدرزيجان نحوا من عشرين سنة ، وكان يذكر أن أصله من العرب وأن له عشرة يركبون الخيول مسكنهم بالجصاصة من نواحي الفرات.
وتوفي يوم الأحد للنصف من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ودفنته من يومه في مقبرة باب حرب.
* * *
حرف الجيم من آباء العليين
كان ضريرا ، وكان دقيق الفطنة سهل الكلام ، وكان مداحا مجيدا ، وصّافا محسنا.
مدح المأمون ، وحميد بن عبد الحميد الطوسي ، وأبا دلف العجلي ، والحسن بن سهل وسارت له أمثال ، وندرت من شعره نوادر ، روى عنه الجاحظ ، وأحمد بن عبيد بن ناصح.
وقال الجاحظ : كان أحسن خلق الله إنشادا ، ما رأيت مثله بدويا ولا حضريّا.
أخبرني عليّ بن أيّوب الكاتب ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدثني عليّ ابن هارون ، أخبرني أبي قال : من مختار شعر عليّ بن جبلة قوله :
لو أن لي صبرها أو عندها جزعي |
|
لكنت أعلم ما آتي وما أدع |
لا أحمل اللوم فيها والغرام بها |
|
ما حمل الله نفسا فوق ما تسع |
قال : وفيها يقول :
إذا دعا باسمها داع فأسمعني |
|
كادت له شعبة من مهجتي تقع |
ذكر أبو الطّيّب محمّد بن الحسين بن جبلة أن عمه عليّ بن جبلة ولد في سنة ستين ومائة ، وتوفي بمدينة السلام سنة ثلاث عشرة ومائتين. قال : وكان كف بصره في الجدري وهو ابن سبع سنين.
__________________
٦٢١٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٥٧.