حدث عن أبي بكر الشّافعيّ. وكان جميع ما عنده مجلس واحد عنه ، سمعناه منه ، وكان سماعه صحيحا. سئل عبد الودود عن مولده ـ وأنا أسمع ـ فقال : ولدت في شهر ربيع الأول من سنة أربعين وثلاثمائة ، ومات في يوم الثلاثاء سلخ رجب ، ودفن من الغد ، وهو يوم الأربعاء مستهل شعبان من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ، في مقبرة جامع المدينة بقرب القبة الخضراء.
سافر الكثير. وحدث ببغداد عن أبي الفضل بن خميرويه الهرويّ ، وأبي [العبّاس بن الفضل] النضروي ، وبشر بن محمّد المزني ، وطبقتهم ، وكنت لما حدث غائبا.
فحدثني رفيقي عليّ بن عبد الغالب الضراب ، حدّثنا أبو ذر عبد بن أحمد الهرويّ ببغداد ، حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد الله بن خميرويه ـ غير مرة ـ وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا ابن خميرويه ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عيسى الخزاعيّ ، حدّثنا أبو اليمان، أخبرني شعيب عن الزّهريّ ، حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «لكل نبي دعوة وأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»(١).
خرج أبو ذر إلى مكة فسكنها مدة ، ثم تزوج في العرب وأقام بالسروان ، وكان يحج في كل عام ، ويقيم بمكة أيام الموسم ، ويحدث ثم يرجع إلى أهله. وكتب إلينا من مكة بالإجازة لجميع حديثه ، وكان ثقة ضابطا ، دينا فاضلا ، وكان يذكر أن مولده في سنة خمس ـ أو ست ـ وخمسين وثلاثمائة ، يشك في ذلك ، ومات بمكة لخمس خلون من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
__________________
٥٨٣٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٨٧.
٥٨٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٨٧.
(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٨٦. وصحيح البخاريّ ٨ / ٨٢. وفتح الباري ١١ / ٩٦.