كان من وجوه بني هاشم وسراتهم وولى إمارة البصرة ، وخرج من بغداد يقصد هارون الرّشيد وهو إذ ذاك بخراسان ـ فأدركه أجله بالدسكرة من طريق حلوان.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي ، حدثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة اثنتين وسبعين ومائة فيها مات عيسى بن جعفر بن أبي جعفر بطرازستان ، لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان.
صحب محمّد بن الحسن الشّيبانيّ وتفقه به ، واستخلفه يحيى بن أكثم على القضاء بعسكر المهديّ ، وقت خروج يحيى مع المأمون إلى فم الصلح ، فلم يزل على عمله إلى أن رجع يحيى ، ثم تولى عيسى القضاء بالبصرة فلم يزل عليه حتى مات. وقد أسند الحديث عن إسماعيل بن جعفر ، وهشيم ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ومحمّد بن الحسن. روى عنه الحسن بن سلام السواق.
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ـ إملاء ـ حدّثنا الحسن بن سلام ، حدّثنا عيسى بن أبّان بن صدقة ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا أبو حنيفة عن حمّاد عن الشعبي عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري عن المغيرة ابن شعبة : أنه خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سفر ، فانطلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقضاء حاجته ثم رجع ، وعليه جبة رومية ضيقة الكمين فرفعها رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ضيق كميها. قال المغيرة : فجعلت أصب الماء عليه من إداوة ، فتوضأ وضوء الصّلاة ، ومسح على خفيه ولم ينزعهما ، ثم تقدم فصلى.
أخبرنا الحسين بن عليّ الصيمري ، أخبرنا عبد الله بن محمّد الشاهد ، حدّثنا مكرم القاضي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مغلس قال : سمعت محمّد بن سماعة قال : كان عيسى بن أبّان حسن الوجه ، وكان يصلي معنا ، وكنت أدعوه أن يأتي محمّد بن الحسن فيقول : هؤلاء قوم يخالفون الحديث ، وكان عيسى حسن الحفظ للحديث فصلى معنا يوما الصبح ـ وكان يوم مجلس محمّد ـ فلم أفارقه حتى جلس في المجلس
__________________
٥٨٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٦٧.